“حالات نادرة” …فهد البتيري طبيب نفسي يعاني عقد الماضي

طبيب نفسي يواجه ماضيه المؤلم بعودة والده غريب الأطوار لكشف أسرار حالاته الغامضة في الدراما النفسية السعودية “حالات نادرة”، المأخوذ عن سلسلة بالعنوان نفسه للكاتب والروائي الكبير عبد الوهاب السيد الرفاعي، وإخراج أكتاروس حامد أكساس، وهو من أعمال شاهد الأصلية على شاهد. يضم العمل كوكبة من الممثلين السعوديين منهم فهد البتيري، مريم عبد الرحمن، جود السفياني والممثل القدير مرزوق الغامدي.

يرصد العمل قصة الطبيب النفسي البارع خالد، الذي يستقبل في عيادته حالات نادرة وغامضة تتجاوز حدود العلم والمنطق. يعود والده فايز فجأة إلى حياته، الرجل الدجال الذي شكّل ماضيه المؤلم، وأثر على نشأته وأفكاره. هنا، يجد خالد نفسه مضطراً إلى مواجهة أشباح الطفولة وفتح جراح قديمة، في محاولة لفهم ما يحدث من حوله وما يشتعل بداخله.

فهد البتيري

يوضح فهد البتيري أنه يقدم شخصية خالد بن فايز، “وهو طبيب نفسي له ماض ملطخ بالجروح والمشاكل، تاريخ معقد مليء بالمشاكل والضغوطات العائلية، والعقد النفسية”. يردف قائلاً إن “خالد هو حبيس الماضي، وهو ما يفقده السيطرة على الحاضر، ولعل تخصصه في الأمراض النفسية والعقلية هو نوع من الهروب من أمراضه الشخصية النفسية والعقلية، أو رغبة في تقديم خدمة للمجتمع هو الذي عجز عن الحصول عليها في وقت ما، بسبب والده لأن علاقته بوالده ليست على أفضل حال، بسبب مجال عمل هذا الأخير في الشعوذة”.

يضيف فهد قائلاً أن “والده كان يقرأ على الناس ويمارس بعض الطقوس الغريبة، ويحمل نفسه ذنباً لمساعدته لوالده في ذلك الزمن، حتى ولو كان وقتها طفلاً صغيراً، وهذا تسبب له بعقدة، دفعته إلى البحث عن تخصص علمي طبي بعيداً عما كان يعتقد أنه خرافات”، لافتاً إلى أن “الشاب يحمل عقدة ذنب، رغم أنه كان ضحية ظروف معينة، بسبب انتحار شقيقته سارة ويعتبر نفسه مسؤولاً عن حادثة انتحارها، ويظل عاجزاً عن تغيير مصيرها خصوصاً أنه كان طفلاً. نفس الوقت يلوم نفسه لانه كان عاجزاً عن الدفاع عنها تجاه تعنيف والده لها.

مريم عبد الرحمن

تصف مريم عبد الرحمن شخصية عليا التي تقدمها في “حالات نادرة”، بأنها الأم المثالية التي واجهت صراعات عائلية بين ابنتها وزوجها ووالد زوجها، مما أدى بها إلى التخلي عن هذه المثالية”، لافتة إلى أن المرأة كانت تأمل أن تعيش حياة زوجية مثالية مع زوجها “خالد” وابنتهما يارا أو على الأقل حياة مستقرة، لكنها ارتطمت بواقعٍ مختلف وصادم، لم تكن تتخيل الواقع الذي عاشه زوجها في الماضي”. تضيف مريم قائلة أن “عليا سعت جاهدة للارتقاء بعلاقتها بزوجها وأسرتها نحو الكمال، غير أن الضغوط والتحديات المتوالية قادتها إلى مسارات غير سليمة، فظهرت بصورة المرأة الغاضبة المستاءة دوماً من كل شيء”. تضيف أن “خلال الرحلة برزت أمامها تحديات شخصية تمثلت في ظهور ماضٍ لم يكن وقته مناسباً، فدخلت في دوامة. وتتساءل مريم: “هل تتقبّل هذه الأسرة الأمر، خصوصاً أن عليا، لم تتعمد إخفاء ماضيها بقدر ما كانت تخشى أن تجرح أو تؤثر على بيتها”.

جود السفياني

من جانبها، تقول جود السفياني أنها تقدم شخصيتين في العمل، “الأولى هي يارا وهي ابنة خالد وعليا، وهي كذلك حفيدة فايز، وكذلك العمة سارة التي كانت بداية الأحداث معها، وهي تتميز بالروح الطيبة والحنان، وتعيش مع أخيها خالد ووالدها فايز الذي يمارس مختلف ضروب التعذيب والتعنيف عليها”. تلفت جود إلى أن “القصة الأساسية تتضمن الكثير من الوقائع الحقيقية والمشوقة”، وتبدي جود سعادتها بالنص الكامل الذي قرأته، خلافًا لعادتها بقراءة دورها فقط”. وتشرح عن شخصية سارة، فتقول: “لا تتكلم بسبب صدمة تعرضت لها من والدها، ورغم معاناتها لم تُؤذِ أحدا، لكنها بلغت مرحلة اللاعودة ولم تعد تتحمل، مما دفعها إلى اتخاذ قرار مصيري مؤلم”. وتردف قائلة: “أما يارا، فهي الابنة الوحيدة والمدللة جدًا لوالدها، الذي أصبح طبيبًا نفسيًا نتيجة لتجاربه الحياتية، عازمًا على معالجة الآخرين”.

مرزوق الغامدي

يقول مرزوق أن “فايز شخصية غريبة عنده مشكلة من الماضي. فقد كان منعزلاً دخل إلى حياة أسرة ابنه خالد وشقلبها فوق وتحت”، لافتاً إلى أنه “تركيبة غريبة وشخصية مكتوبة بشكل حميل، هذا الرجل بين الحاضر والماضي لديه رسائل تربوية واجتماعية يؤثر في حياة كل شخص يتعامل معه، لاسيما حفيدته يارا، بعدما أذى ابنته سارة وأثر على أفكار ابنه خالد، وهو يريد الماضي والحاضر، وقد تسبب في أذية نفسه والآخرين بأفعاله، حتى قرر الجميع لاسيما ابنه أن يبتعد عنه ويبعد تأثيره على أسرته، لكنه عاد إليهم مجدداً، من دون أن يتخلّ عن أفكاره”. هكذا، لا يقتصر عمل الرجل على الشعوذة فحسب، بل يجمعها مع ممارسات الطب الشعبي القديم، وهو مصدر رزق يعتقد أنه حقاً مشروعاً، متسترًا بعباءة الدين”. يختم الغامدي بالقول أن “الابن كان يسعى جاهدًا لطمس ذكريات الماضي، لأن هذه الشخصية تتسم بالتناقض الشديد، فهي تارةً عطوفة وطورا ًقاسية، فهو الأب الحريص على ابنه ويخشى عليه، لكنه يرتكب أفعالًا تناقض هذا الحرص، لذا تتأرجح العائلة بأسرها بين الفرح والخوف من عودة الغائب”.

تبقى الإشارة إلى أن “حالات نادرة”، المأخوذ عن سلسلة بالاسم نفسه للكاتب والروائي الكبير عبد الوهاب السيد الرفاعي، هو من كتابة نورة العمري وبطولة فهد البتيري، مريم عبد الرحمن، جود السفياني، والممثل القدير مرزوق الغامدي، بمشاركة رغد عبد العزيز، آمنة الزهراني، الطفل بسام العصيمي، بالإضافة إلى أسيل موريا، معن منصور، إياد نعيم، فضلاً عن كوكبة من الضيوف منهم بدر محسن.

  • من أعمال شاهد الأصلية، تعرض الدراما النفسية السعودية “حالات نادرة”، على شاهد.

شاهد أيضاً

“إثراء” يحصد جائزة العمل التطوعي للمرة الرابعة

في محطة نوعية تتوّج مسيرة ممتدة من الإلهام والعطاء، حصد مركز الملك عبد العزيز الثقافي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *