ليه لازم نشكر “عمر أفندي” ؟

بقلم – محمد جمعة:

يشعر معظمنا برغبة ملحّة في العودة إلى الماضي، حنينًا إلى زمن لم نعيشه، ولم نعرف عنه سوى ما شاهدناه في أفلام الأبيض والأسود أو سمعناه في قصص الأجداد. زمن كان أكثر هدوءًا، تسوده العلاقات المستقرة والود الدائم، رغم تباعد المسافات بين البشر. زمن كانت فيه المراسلات المكتوبة تعبر عن مشاعر عميقة بكلمات تقطر حبًا، وكان للتواصل الإنساني أهمية، ولقاء الأحبة قيمة حقيقية.

هذه الرغبة بالهروب من واقع مليء بالضجيج والفوضى، يسير بوتيرة مرعبة؛ تمر الأيام والأسابيع والسنوات بلمح البصر. بالأمس كنت في العشرين، واليوم تقف على أعتاب الأربعين، تتساءل كيف أهدرت تلك السنوات؟

 كان شعرك بالأمس أسود، واليوم بالكاد تتذكر لونه، فتنظر إلى صورك في الهاتف لتسأل نفسك: هل كنت يومًا هذا الشخص؟

تعود إلى منزلك آخر اليوم بحثًا عن بعض السكينة، تفتح ذلك الممر الخفي بداخلك، تعود إلى الوراء، تتحدث مع من باعدت بينك وبينهم الأيام تستذكر لقاءاتكم الدافئة ،تتأمل وجوه من رحلوا، تستعيد وقع كلماتهم ، حمدا لله مازالت أصواتهم حاضرة في الوجدان، وتستحضر مواقف وذكريات جمعتك بهم. يطمئن قلبك، فتعود إلى واقعك، وتغلق الباب خلفك على مضض.

 كل منا يتمنى لو وجد بالفعل هذا الممر السحري، ليهرب من ضجيج الواقع الى هدوء الماضي، لذلك كلمات الشكر لا تكفي ونهدي باقة ورد لصناع مسلسل “عمر أفندي”، لقد لخصتم مأساة إنسان القرن الواحد والعشرين في جملة واحدة:

“الناس هنا شبه الناس عندكم، لكن الفرق أنهم بيعملوا كل حاجه بسرعة.”

 

شاهد أيضاً

31 فعالية ثقافية تنسج “شريط العطاء” في احتفالات “عيد إثراء”

يحتفي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بعيد الأضحى المبارك عبر باقة من البرامج الثقافية  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *