عوالم موازية

بقلم – محمد جمعة

في خضم ما تعيشه مصر من تحديات يومية، أبرزها أزمة الكهرباء، هناك أشخاص يعيشون في عوالم موازية، لديهم قناعات واهتمامات وقضايا مختلفة يتناحرون من أجلها، بعيدًا بالطبع عن ساحات المحاكم لأن مثل هذه الأمور لا تليق بها إلا ساحات وسائل التواصل الاجتماعي.

يكفي أن تقوم بجولة لمتابعة ما يُكتب على بعض الهاشتاغات في تويتر أو فيسبوك لتدرك معاناة هؤلاء. تستوقفني تعليقاتهم وحرصهم ومواكبتهم، بل أصبحت في حيرة من أمري بسبب إصرارهم على الانتصار لرأيهم أو وجهة نظرهم.

هل يعاني هؤلاء مما يعانيه أهل مصر، أم أنهم يعيشون في عالم موازٍ أو عوالم موازية؟ من سينتصر في أزمة شيرين؟ حسام أم شقيقها؟ هل ما أقدم عليه مجلس إدارة الزمالك في صالح النادي أم ضد مصالحه؟ من سيهزم محمد صلاح في تحدي عضلات البطن؟ وغيرها من الموضوعات الكوميدية الطارئة التي من المفترض ألا تستوقف الإنسان الطبيعي إلا قليلاً ليتجاوزها لما هو أهم، ولكن ما يحدث في حقيقة الأمر عكس ذلك.

هؤلاء الأشخاص أصبح شغلهم الشاغل هو شيرين وأزمتها، ومن ينتصر في تحدي صلاح ومستقبل الزمالك ومن سيفوز بالدوري.

عزيزي وعزيزتي، نحن بصدد دولة تعيش على حافة الاستقرار، وطن محاط بالصراعات، ندعو الله ألا تطاله نيران الأعداء، وأشقاء يعانون ويلات الحرب.

إذا أنهك ما نعيشه من واقع مؤلم تفكيرك، فتذكر أن هناك ما هو أهم من صراعات وسائل التواصل الاجتماعي، وعضلات بطن فلان و إدامان علان.

شاهد أيضاً

“إثراء” يختتم برنامج الشباب الصيفي بعرض خمسة أفلام قصيرة

اختتم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) يوم الخميس الماضي “برنامج الشباب الصيفي 2025م” بنسخته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *